الجمعة، يناير ٢٣، ٢٠٠٩

السبت، سبتمبر ١٥، ٢٠٠٧

في القدس

في القدس

مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت

وتلفَّت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش
أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتىً سواك
وهي الغزالة في المدى
حكم الزمان ببينها
مازلت تركض خلفها
مذ ودعتك بعينها
فارفق بنفسك ساعة
إني أراك وهنت
في القدس من في القدس إلا أنت

يا كاتب التاريخ مهلاً
فالمدينة دهرها دهران
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه
وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم
يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها
فاسأل هناك الخلق يدللك الجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين
في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدْبا على أشباهه فوق القباب
تطورت ما بينهم عبر السنين
علاقة الأبِ بالبنين
في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن
في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق
فوقه - يا دام عزك- قبة ذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة
ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
إذا ما أمّة من بعد خطبة جمعة
مدت بأيديها
وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا ونحميها
ونحملها على أكتافنا حملا
إذا جارت على أقمارها الأزمان

في القدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان
ونوافذ تعلو المساجد والكنائس
أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان
فهو يقول: "لا بل هكذا".
فتقول: "لا بل هكذا".
حتى إذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات
لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن

في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراء النهر
باعوه بسوق نخاسة في أصفهان
لتاجر من أهل بغداد
أتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى
فأعطاه لقافلة أتت مصرا
فأصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطان

في القدس رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت
وتقول لي إذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"...
وتفوح من بعد انحسار الغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها
والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
أو لمست بناية
لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة في الجو.
ريح براءة
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.
ريح طفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين

في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مروا من هنا
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا
أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض
فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهُلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك
فيها كل من وطأ الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت
العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا
نائيا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآة اليمين
تغيرت ألوانها في الشمس من قبل الغياب
إذ فاجأتني بسمة
لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت:
"يا أيها الباكي وراء السور.. أحمق أنت؟
أجننت.. لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..

الثلاثاء، سبتمبر ١١، ٢٠٠٧

الاثنين، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٧

أعتذر عما فعلت

أعتذر عما فعلت
أريد أدخار قليل من الجهد كي استطيع عبور الطريق
أريد اقتطاع مساحة قلب بث بعض المودة نحو صديق
أريد الحفاظ على قطعة من مرايا الفؤاد لتعكس بعض البريق
أريد الدفاع بسطر من الشعر حر لأقهر عصر الرقيق
أنا الان اصبحت غيري تقول تجمل نثرك
و انك منذ عقود تحولت غيرك
فخذ من قصديك حذرك
لأنك عبر السنيين كتبت من الشعر ما سوف يقطع عذرك
ومثلك لا يستفذ الدقائق كي لا تستريح بمنزله خوف موت قريب
ومثلك يعرف كيف يصوغ الحداء ليبطئ مر الزمان فيخلد حرف الأديب
و مثلك بالحق لا بالللاغة يهزم جيش المغيب
أجبني بربك هل نحن نسل التراب و أنت سليل السماء
أنحن الشياطين إما غضبنا و أنت هنا أخر الانبياء
إذا كنت يوما عذرت الذي قد تهور وهو يسير بضرب الخيانة
فأعذر بربك من تهور و هو يسير بدرب الوفاء
إذا كنت تعذر كل الجراثيم فهي تنفذ أمر الإله فهل عذرت جهاز المناعة و هو يقاوم هذا البلاء
إذا كنت يوما تقمصت يوسف حتى ملأئت الحياة صراخا ودمعا و شكوا من الأخوة الأقربيين لما أضرموا من العداء
فأولى بك اليوم تعذر غيرك و هو يمر بنفس مضيق الشقاء
أراك تناصر أخوة يوسف تلقي أخاك بجب البلاغة يا أشهر الشعراء
وقفت على نقطة الحياد لكن وقفت عليها بسن الحزاء
أريد رصيدا من البنج كي اتمكن من فهم منطق شعر العجائز
أريد ابتزال القصيدة كي تستريح بشعري جميع المراكز
أريد إلها من الكذب حتى أبرر اطلاق كل الغرائز
أريد اتفاقا من الزيت و الماء يرضي ضميري و يرضي لجان الجوائز
أريد عيونا من الصمغ كي لا أرى الواقفين بأمر أخي العبد عند الحواجز
أريد عيونا كعينيك ترهب حتى مجرد ذكر المغارز
أتعرف طعم المبيدات فوق زهور من اللوز تشهر سحر النشيد الجميل
اتدرك معنى جريمة تبوير حقل يكون جيلا ليصنع من بعده الف جيل
اترضى بإسكات ناي يغرد وقت الأصيل
قتلت أخي نعم بعد ان كاد يقطع كل جزوع النخيل
أخي ذاك بدد أثداء أمي التي أرضعتك و كنت تحن لوجهها في نواد القمار فكيف الام بحجري عليه و فيه جميع العته
أخي ذاك يقطع زيتون بيدر أهلي لإنشاء ملعب جولف ليلهي به صحبته
أخي ذاك عاد إلى البيت بعد سنيين أغتراب بحالة سكر مبين ثريا جديدا رمى لأمته
فمد يديه إلى ثدي أمي وأمك في شهوة ثم حين استغاثت تجرأ صفعا وركلا وحين استفاق لرأينهاه يلعن أمي و أمك إذ أفسدت ليلته
وأنت تلوم على إذ لم أحترم شهوته
لك الله خفف ضلوعك فوقي كرب يحدد كل اتجاهات شعري إذا ما انفعلت
لك الله جفف دموعك وأبكي على من بيوم قتلت
لك الله كيف تطالب بالعدل مني وانت بيوم حكمت ولست أرى أنك قد عدلت
نجحت بجرح المعاني الجميلة حقا و حين أتيت لتمدح ذا الجرح وفق البلاغة حتما فشلت
فهلا اعتذرت بربك عما فعلت
أريد تعلم كيف يصير الخنووووع سليقة
أريد مجازا يؤشر عكس إتجاه الحقيقة
أريد قضيبا من الشعر أمشي عليه لحتفي كمعنى بدون القضيب يضل طريقه
أريد موائد خمر لأسكر ثم اسطر قبل الإفاقة بعض المديح لأفكاري المستفيقة
أريد أضمق مجدي بعطر الفصيل الذليل ولعنة ربي على كل باقي الخليقة
أيوثق في الماء بعد تلوثه بالتخابر ضد إرادة سكان أغنية شاعرية
أيوثق بالشعر رغم فنون البلاغة حين يدان بسوء الطوية
لماذا تركت القصيدة وحيدة
أتجهل أن القصيدة يموت بدون الحقيقة مهما اجدت اختراع التراكيب حتى تلوح لنا منطقية
توجعت عمرا بضرس تسوس نغص ليلي وصبحي وحين تخلصت منه رأيتك تصرخ أني مثال على الهمجية
بربك يا من يمنطق حتى الجنون
أنا أم أخي باع هذه القضية
بربك يا من تفحم من شدة الضوء قول لي
أنا أم أخي سلم البندقية
بربك يا من يواصل حصد الجوائز قول لي
أنا أمأخي قد تملك شيئا لكي يتملكه الشئ كالسهم يملك قلب الرمية
تقول بأني قطعت بسيفي رأس أخي ثم تبكي وتنسى بأن أخي رأس حيه
اقول بأني رفضت السيناريو وأنت تقول بأني جزء من المسرحية
كلامك يا من كتبت لريتا يسمى بشر البلية
أريد دموعا من القار أبكي بها في ليالي الظلام
اريد رداءا من الصمت يستر عري الكلام
اريد دواءا لتشفى القصدية حينما تشفى بداء الزكام
أريد أراك و انت الكبير تبادل تلك الجماهير بعض الاحترام
أريد اراك بمقهى صغير بيوم لكي اتجاهل انك فيه لان عقابك عندي ترك السلام

السبت، أغسطس ٢٥، ٢٠٠٧

العملية الثانية أتراكش إلى الجحيم:

العملية الثانية أتراكش إلى الجحيم:

هرعت أجهزة الأمن تبحث عن هؤلاء الذين أطلقوا الرصاص علي زيفي كيدار و لكن دون جدوى.. لقد ابتلعتهم الأرض، و لم يظهر لهم أي اثر.. و بدأت وسائل الإعلام العالمية تردد اسم ثورة مصر، كتنظيم جديد أصدر بيانا تبني فيه عملية إطلاق الرصاص علي زيفي كيدار .. وحتى ذلك الوقت كان الجميع يطرحون التساؤلات عن المنظمة، و عما إذا كانت سوف تستمر في خطها الذي أعلنته، أم أن ما جري هو من قبيل الدعاية ليس أكثر ولا تخرج عن كونها عملية مقصود بها إحداث فرقعة و حسب، و لكن الأيام تمر.. وساعد التنظيم يقوي ويضم إلي صفوفه شخصيات جديدة، جري كسبها بطريقة سهلة و بسيطة .

لم يكن هناك مجهود كبير تتطلبه عملية كسب العناصر الجديدة للتنظيم ، فقط ما أن يتم شرح أهداف التنظيم لأي من هؤلاء حتى ينتهي الأمر، و هكذا ضم التنظيم نظمي شاهين و حمادة شرف الدين و سامي إبراهيم و آخرين.. كبر ساعد التنظيم و أصبح عليه أن يفكر في عملية جديدة.

في ذلك الوقت كان محمود يقيم بشقة في الحي الثامن بمدينة نصر . و كما هي العادة أقام معسكرا لمدة أسبوع للأعضاء المشاركين في تنفيذ الخطة و في أثناء ذلك كانوا يذهبون إلي مسارح العمليات . و في أوقات متفرقة من نفس اليوم بقصد معاينة المكان و مراقبة " الهدف " و دراسة مخارج و منافذ مسرح العمليات حتى يتم التنفيذ بشكل دقيق.
في هذه المرة كان الهدف الذي حدده التنظيم شخصية إسرائيلية كبيرة ، تركب سيارة فاخرة و تقطن في شارع جانبي علي بعد 400 متر من منزل السفير الإسرائيلي بالمنطقة نفسها . جري تحديد موعد تنفيذ العملية في الثامنة من صباح 20 / 8/1985 و هو الموعد الذي يوافق خروجه إلي عمله بالسفارة.
و كما تقضي الخطة تم شراء سيارة فيات 132 ، قام بشرائها نظمي شاهين و سامي إبراهيم . نزع نظمي صورة خاصة ببطاقة أحد الأشخاص ووضع صورته عليها و اشتري السيارة علي هذا الأساس .


تحرك الأربعة من شقة محمود بسيارتين و لم يكن معهم عصام هذه المرة فقد كان يعالج بعد إطلاق محمود الرصاص عليه ، عندما هدد بخيانة التنظيم .
محمود كان يحمل في هذه العملية طبنجة إسبانية عيار 9مم و بندقية آلية أمريكية . تركوا السيارة الفيات بعيدا عن شقة محمود و لهذا عندما هموا بالرحيل ركبوا جميعا سيارة محمود التويوتا و اتجهوا إلي السيارة الفيات 132 نزل نظمي و أخذ حقيبة السلاح و وضعها في السيارة الفيات و قاد هو هذه السيارة بينما قاد محمود السيارة التويوتا قبل الوصول إلي مسرح العملية ترك محمود سيارته بالقرب من شارع القمر الصناعي تعرفوا علي المكان .. ثم لحق بهم محمود سيرا علي الأقدام حتى لا يثير الشك .. تولي هو قيادة السيارة الفيات و ذهب الجميع إلي حيث الهدف كان السلاح جاهزا للانطلاق ... و قد اتضح أن هناك هدفا آخر ربما توفق فيه المجموعة حيث كان هناك ديبلوماسي إسرائيلي آخر يقطن مع الهدف .

و لكن حدث ما لم يكن متوقعا السيارة ليست بحالة جيدة .. و هم يعرفون ذلك إلا انهم فوجئوا بأن السيارة قد تسرب منها الكثير من الزيت .. أحسوا بالخطر فقرروا تأجيل العملية لحين إصلاح العطب و اتفقوا جميعا علي العودة في صباح اليوم التالي و بينما هم عائدون إلي حيث سيارة محمود التي تركها أمام القمر الصناعي بمنطقة المعادي الجديدة .

شاهد محمود فجأة أتراكش أحد رجال الموساد الإسرائيلي المعروفين له جيدا ، و الذي كان مسئولا عن أنشطة الموساد في إنجلترا في وقت كان فيه محمود يعمل بمكتب المخابرات المصرية في لندن .

كان أتراكش يركب سيارته الفولكس جولف ذات اللون الأزرق و كانت معه سيدتان إسرائيليتان تعملان بالسفارة الإسرائيلية اتضح فيما بعد أن الأولي زوجته و الأخرى سكرتيرته ، و في ثوان معدودة قرر محمود إتمام العملية شعر أتراكش بسيارة محمود تحاول الاحتكاك به نظر في المرآة و قيل أن القلق ظهر علي ملامحه و كأنه تعرف على محمود فلم ينطق و لم يتكلم و لكن محمود كان قد ضيق عليه الخناق و أغلق عليه الطريق و دفعه إلي جوار الرصيف علي بعد حوالي مائة متر من سكن السفير الإسرائيلي بالمعادي في ذلك الوقت كان يقف في منتصف الشارع مساعد شرطة شاهد الحادث نزل سامي إبراهيم من السيارة قبل أن تقف سيارة أتراكش بثوان قليلة أفرغ ما في بندقيته الآلية الأمريكية باتجاه سيارة أتراكش ، نظمي شاهين من الجانب الآخر أطلق رصاصته و نفس الأمر فعله حمادة شرف الدين الذي كان يجلس إلي الخلف من محمود .. تأكدوا من مصرع أتراكش علي الأقل ، صعد سامي إلي السيارة التف محمود بهما و عاد راجعا إلي المعادي و كأن شيئا لم يحدث

ساروا بسرعة جنونية انحرفوا يمينا و تركوا شارع 18 إلي شارع النهضة .. كانت السيارة الفيات 132 التي يستقلونها تحمل أرقام 719684 و رغم أن عددا كبيرا من سكان المنطقة شاهدوا الحادث فإنهم لم يدلوا بأية أوصاف قد تقود إلي أعضاء التنظيم !
نزلوا من السيارة بعد أن تركوها عند تقاطع شارعي 59 ، 75 بالمعادي الجديدة .. و انطلقوا باتجاه شارع القمر الصناعي .. نزلوا منها حاملين حقائب السلاح في أيديهم و اتجهوا إلي شارع 275 حيث كان هناك سيارة في انتظارهم .. و لم تكن تلك سوي السيارة التويوتا التي انطلقت بهم إلي مدينة نصر .

و بعد ذلك بفترة جاءت قوات البوليس و عثرت بالمصادفة علي السيارة التي كانت بها آثار دماء من بعض الإسرائيليين الذين أطلق عليهم الرصاص .
كان المشهد مذهلا أصاب الجميع بحالة من الذهول .. و أول من أصيب هو المساعد علي احمد يحيي المساعد بقسم شرطة المعادي و هو من ضمن قوة الحراسة الخاصة بقسم المعادي و من سوء قدره أنه مكلف بحراسة منزل السفير الإسرائيلي رقم 18 بشارع بور سعيد و هو يقوم بتسلم عمله بشكل دوري كل يوم في السابعة صباحا .
و في 20 / 8 / 1985 توجه الرجل إلي مكان عمله المعتاد , معه اثنان من رجال الشرطة ( درجة ثانية ) أحدهما يدعي سيد و الآخر كمال و كالعادة فإنه عندما يصل المساعد علي كل يوم يقوم في بداية خدمته بالمرور حول فيلا السفير الإسرائيلي كنوع من التمام الدوري .
و بعد أن أنهي تلك المهمة .. وقف أمام منزل السفير حيث الشارع في المواجهة و ضمن ما قاله في محضر النيابة : إنه بينما كنت واقفا سمعت صوت انطلاق أعيرة نارية يقدر عددها من 15 إلي 20 طلقة متتالية و دفعة واحدة فتوجهت إلي مصدر الصوت و قمت بالجري في شارع بور سعيد حيث شاهدت علي ناصية شارع 18 السيارة المضروبة .
سأله رئيس النيابة:
- و ما الذي شاهدته فور وصولك إلي مكان الحادث ؟
- شفت عربية واقفة على ناصية شارع 18 وشارع بور سعيد وبجوارها واحدة واقفة بتصرخ وبتشاور بإيديها وواحدة تانية قاعدة على الرصيف وواحد جوه العربية.
- وما الحالة التي كانت عليها كل من السيدتين؟
- واحدة واقفة جنب السيارة كانت مصابة في وجهها وذراعها واللي قاعدة على الرصيف كان شعرها مغطي وجهها واللي جوه السيارة كان نايم على الدريكسيون وشفت دم في ظهره.
- وما الحالة التي كانت عليها السيارة؟
- البابين اليمين كانوا مفتوحين والزجاج مكسور.
- هل لاحظت شيئا آخر في السيارة؟
- شفت طلقات فارغة حول السيارة وكان هناك رصاص في أجناب السيارة.
- وما الذي فعلته بعد ذلك ؟
- أبلغت القسم والإسعاف وحولت الطريق والسيارات مشيت في شارع تاني.
- هل المجني عليه معتاد على السير في هذا الطريق ؟
- الطريق ده هو خط سيرهم المعتاد – بالنسبة للإسرائيليين - وهم رايحين شغلهم , إنما المجني عليه ما شفتوش قبل كده.
- ألم تشاهد المجني عليه يتردد على منزل السفير الإسرائيلي؟
- لا
- ما هي المسافة بين منزل السفير الإسرائيلي ومكان الحادث؟
- حوالي 300 متر تقريبا.
- هل سمع أحد آخر أصوات الأعيرة النارية من قوة الحراسة المعينة على منزل السفير الإسرائيلي؟
- كل الحراسة سمعت, لكن مفيش حد جاء , لكن بعد فترة جاء المأمور و ضباط القسم , ومحدش جاء من ضباط الحراسة إلا اثنين ضباط معرفش أسماءهم.
- هل شاهدت وجود أشخاص آخرين عند وصولك لمكان الحادث؟
- لا
في تمام الساعة الثانية والربع من ظهر 20/8/1985 , كانت السفارة الإسرائيلية قد أتمت اتصالاتها مع المسئولين المصريين وكلفت أحد العاملين بها ويدعى (فكتور عزران ) بتسلم جثة أتراكش التي تم نقلها على وجه السرعة إلى فلسطين المحتلة , وتم اصطحاب زوجة أتراكش (إيلانتا أتراكش) و سكرتيرته (مازل مانشي) على ذات الرحلة بقصد إتمام العلاج والوقوف على تفاصيل الحادث لاتخاذ إجراءات مناسبة.

وبينما الأوضاع مقلوبة في الخارج , كان أعضاء التنظيم يحتفلون بنجاح عمليتهم بعد أن أرسلوا بيانهم إلى وكالات الأنباء والصحف.