السبت، فبراير ٠٣، ٢٠٠٧

المناطق الأخرى و المنطق الإسلامي

المناطق الأخرى و المنطق الإسلامي
(بقلم أحمد فؤاد) (ملهم الفكرة محمود عبد الرحمن)

من الغريب أن هناك العديد من الأيدولوجيات التي ما إن يتعلمها الفرد في المجتمع حتى يتبنى وجهة النظر هذه الأيدولوجية في حياته و يحاول بشتى الطرق أن يغير ما حوله على هذه الأيدولوجية،على سبيل المثال إذا آمن شخص بالفكر الشيوعي فأنه يردد كل ما يقوله الشيوعي من أن الدين أفيون الشعوب ومن أنه يجب القضاء على الرأسمالية الحاكمة و ما إلى ذلك الكلام المعروف عن لنيين و ماركس و كل أقطاب الإتجاه الشيوعي،أما إن كان صاحبنا من أصحاب وجهت النظر الرأسمالية في تفكيرة فأن أول ما يخطر بباله هو حكم الرأس مال وتكوين رؤوس أموال هي التي تتحكم في القوانيين و الأعراف و ان تكون رؤوس الأموال المنتجة هي ملكية فردية لأفراد و ليس للحكومة.ما أتكلم عنه هنا هو أن الجميع يستنكر الفكر الإسلامي و المنطق الإسلامي للافراد فكن ماركسيا كما تحب أو رأسماليا كما تعشق و لكن إاك ثم إياك أن تكون إسلامي الفكر ، قد يتسائل من يطلقون على أنفسهم علمانييون أو الماركسيين أو حتى القوميين بأنهم مسلمين و بالتالي لا يصح أن يكون هناك فكرا إسلاميا مستقلا بذاته و من هنا و على هذا النحو يبدأون الطعن في اصحاب الفكر الإسلامي.نقول بأن هناك فارقا كبيرا و اختلافا عظيما بين صاحب الفكر الرأسمالي البحت أو الأشتراكي البحت أو القومي البحت و بين الإسلامي وهذا يتلخص فيما سنورده هنا في مقارنة واحدة فقط في شئ هو بالاساس يسير جميع هذه المذاهب الفكرية ألا و هو المنطق فعلم المنطق من حيث التعريف كما يقول الفلاسفة هو قانون التفكير الصحيح ،فإذا أراد الإنسان أن يفكِّر تفكيراً صحيحاً لابدَّ أن يراعي هذا القانون وإلاّ سوف يزلّ وينحرف في تفكيره فيحسب ما ليس بنتيجةٍ نتيجةً أو ما ليس بحُجَّةٍ حجَّةً.وقد عُرِّف علم المنطق أيضا بأنه "علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح" من هنا نجد أن الصحاب الفكر الرأسمالي أو الماركسي عندما تقف أمامهم معضلة ما فأنهم يضعون حلولا و منافذ للخروج من المعضلة و الوصول لأفضل نتيجة ممكنة و هذا عن طريق قياس المفاسد التي ستقع عليهم و المصالح التي سيتم استجلابها لهم بتفكير دنيوي محض و بالرغم من هذا و ذاك فأن الحلول و المنافذ و الطرق التي يضعونها فأنها تكون خاضعة للفكر الذي يؤمنون به على سبيل المثال فأن أي ماركسي لا يمكن أبدا أن يضع حلاً لا يوافق فكره الماركسي كأن مثلا يفرض أن رؤوس الأموال في بلده خاضعة للملكية الفردية أو أن يضع تصورا يتيح سيطرة رؤوس المال على حكم المجتمع أو أن ينتصر لصاحب المال من العمال فهذه الأطروحات غير موجودة بالاساس في مجمل تفكيرة و بالتالي يقع في تقييم للحلول المنطقية من وجهة نظرة و من ثم يصل لحل معضلتهأما أصحاب الفكر الإسلامي الفرد الذي يضع دينه قبل كل شئ فأنه ليس هناك العديد من الأطروحات التي من خلالها يستطيع أن يقيم و يبحث عن أفضلها حيث أنه على حسب نظرية الجراثيم و حبة العدس و الذي شرحها لي صاحبها الأخ الكريم محمود عبد الرحمن فأن اصحاب الفكر الإسلامي ليس لهم طريق إلا طريق واحد فقط هو أخرتهم فلا يهمهم الطرق الأخرى و التي من خلالها يذهبون إلى الدنيا فهو هنا عندما تقابله مشكلة ما أو معضلة في حياته فأنها يعرضها على القرآن أو السنة أو القياس و ذلك من خلال عالم ثقة يثق في دينه و علمه و من ثم يجد حلا واحدا الا و هو اتباع طريق الأخرة فليس للدنيا مقياس عنده ولا هي صاحبة وزن يقارن بينها و بين حل الأخرة التي يخرج له من العالم الثقة و بناء عليه فأن المنطق الإسلامي هو طريق واحد فكر واحد يؤدي في النهاية إلى الأخرة ويستعيض عن كل حلول الدنيا بإرسالها إلى سلة المهملات