يوم خلع " خروتشوف" فردة حذائه " الرئاسي"، وقرع بها منصة الامم المتحدة مهدداً اوروبا والولايات المتحدة الأميركية ، كان الديناصور الأحمر في مرحلة شبابه .. وكان السوفيات في كافة جمهورياتهم ما يزالون يأكلون مما يزرعون ، ويلبسون مما ينسجون ،..واستطاع حذاء" خروتشوف" يومها ان يوازن القرارات الدولية .!! ومرت عقود اكثر ما ميّزها ذلك الهلع الهستيري الأميركي الدائم مما يحاك هناك في غرفة الرئاسة السوفياتية ، وسيذكر التاريخ ان كوبا ، وهي الجزيرة الصغيرة المحشورة في خاصرة أميركا تمكنت ان تقلق بقوة موسكو أجيالاً من الرؤوساء الأميركيين الذين تعاقبوا على البيت الأبيض ...جاءوا وذهبوا دون ان يفارقهم ذلك الهاجس الموجع ..لحية كاسترو ، وحفنة من الكوبيين يجيدون استخراج السكر من القصب- وصنع سيجار الهافانا والتصفيق للشعارات المعادية لأميركا في كل مناسبة .
ومنذ وفاة بريجينيف ...لا أحد يدري أي عادة تلك التي طرأت على الكرملين ..فخلفاء القيصر الأحمر كانوا لا يلبثون أن يتربعوا على كرسي الرئاسة حتى يغافلهم غامض الموت ..، يومها اكتفوا بالقول أن الزمن السوفياتي يلتهم خلفاء بريجينيف ولم يكن بامكان اكثر المنجمين قدرة في فك الطلاسم الشيوعية أن يدرك أية علاقة كانت بين غورباتشوف و"عزرائيل" فالرئيس الجديد دخل الى غرفة الرئاسة السوفياتية بثياب غرفة العمليات في الاستخبارات ، لكنه كان مصمماً فيما يبدو على تبديل حلة الامبراطورية .. ولم يكن بحاجة لأقل من تلك الكلمة السحرية التي صفق لها العالم .."بيروسترويكا" التي كانت بداية النهاية .
غورباتشوف الذي انعطف بالاتحاد السوفياتي الى الوراء .. وأحياناً الى اليمين واليسار ، تعمد ان يفضح عورة النظام السوفياتي ..لكنه تعمد ايضاً ان يحافظ على عفّة أميركا .. ولا أحد يدري كيف استطاع رجل التكتيك أن يصبح فجأة رجل الايديولوجيا الجديدة .. تلك التي اعلنت فقط نصف الحقيقة ..فالشيوعية كانت خلال العقود السبعة الماضية نظاماً يعمل بامتياز في مهنة توزيع الفقر بالتساوي ثم في مكننة الايديولوجيا .. وتوظيفها جنباً الى جنب مع العتاد الحربي في خنادق الصراع الدولي ، ولأن " الحرية" هي الخبز الأول أصبح قمح الاتحاد السوفياتي لا يكفي .. ونفطه لا يكفي وصناعاته لا تفي بالحاجة ، فالجائعون الى الحرية كانوا يأكلون أكثر مما ينتجون .. وتبين أن واشنطن ودول أوروبا استطاعت ان تستثمر جوع الشيوعيين الى الحياة فحاربت الايديولوجيا " بالخبز المحرّم " والشيكلس ولفافات المارلبورو..، وكان على غورباتشوف أن ينعطف بسرعة جنونية بعدما تبين ان نصف ضباطه يعملون في جمع الثروات .. وأن الحزب الشيوعي بجميع أعضائه صار حزب الارستقراطية الحمراء التي لا تستطيع لجم ذلك البركان المتفاعل بهدوء ، بعد أن نجحت واشنطن في شحنه بالفضول والدهشة.. والقدرة على صنع التحولات المطلوبة .
بالأمس اختفى غورباتشوف على طريقة الحّلاج ....ثم عاد على طريقة الحلاج .. ولكن بعد أن فقد إكليل الغار ...،وثمة من يقول أن واشنطن ستحيله إلى التقاعد بعد أن أنجز دوره المحدد بالضبط فالرئيس بوش يعشق روح الفروسية التي يتمتع بها " يلتسين".. ولأن غورباتشوف جعل من أميركا الوحش الدولي الطليق دون منازع ..فالإدارة الأميركية .. وكوكبة اليهود الذين انطلق بهم إلى أعلى الهرم في الاتحاد السوفيتي سيختصرون مرحلة سقوطه الفذ.. ولا مانع إذا أصبح الديناصور الأحمر هيكلاً عظمياً في أفسح متحف تاريخي ..بعد اعادة تفكيك أوصاله بهدوء .. خشية أن يؤدي سقوطه المفاجىء الى تحويل التحولات الدولية باتجاه الغرب .. ولا أحد
ومنذ وفاة بريجينيف ...لا أحد يدري أي عادة تلك التي طرأت على الكرملين ..فخلفاء القيصر الأحمر كانوا لا يلبثون أن يتربعوا على كرسي الرئاسة حتى يغافلهم غامض الموت ..، يومها اكتفوا بالقول أن الزمن السوفياتي يلتهم خلفاء بريجينيف ولم يكن بامكان اكثر المنجمين قدرة في فك الطلاسم الشيوعية أن يدرك أية علاقة كانت بين غورباتشوف و"عزرائيل" فالرئيس الجديد دخل الى غرفة الرئاسة السوفياتية بثياب غرفة العمليات في الاستخبارات ، لكنه كان مصمماً فيما يبدو على تبديل حلة الامبراطورية .. ولم يكن بحاجة لأقل من تلك الكلمة السحرية التي صفق لها العالم .."بيروسترويكا" التي كانت بداية النهاية .
غورباتشوف الذي انعطف بالاتحاد السوفياتي الى الوراء .. وأحياناً الى اليمين واليسار ، تعمد ان يفضح عورة النظام السوفياتي ..لكنه تعمد ايضاً ان يحافظ على عفّة أميركا .. ولا أحد يدري كيف استطاع رجل التكتيك أن يصبح فجأة رجل الايديولوجيا الجديدة .. تلك التي اعلنت فقط نصف الحقيقة ..فالشيوعية كانت خلال العقود السبعة الماضية نظاماً يعمل بامتياز في مهنة توزيع الفقر بالتساوي ثم في مكننة الايديولوجيا .. وتوظيفها جنباً الى جنب مع العتاد الحربي في خنادق الصراع الدولي ، ولأن " الحرية" هي الخبز الأول أصبح قمح الاتحاد السوفياتي لا يكفي .. ونفطه لا يكفي وصناعاته لا تفي بالحاجة ، فالجائعون الى الحرية كانوا يأكلون أكثر مما ينتجون .. وتبين أن واشنطن ودول أوروبا استطاعت ان تستثمر جوع الشيوعيين الى الحياة فحاربت الايديولوجيا " بالخبز المحرّم " والشيكلس ولفافات المارلبورو..، وكان على غورباتشوف أن ينعطف بسرعة جنونية بعدما تبين ان نصف ضباطه يعملون في جمع الثروات .. وأن الحزب الشيوعي بجميع أعضائه صار حزب الارستقراطية الحمراء التي لا تستطيع لجم ذلك البركان المتفاعل بهدوء ، بعد أن نجحت واشنطن في شحنه بالفضول والدهشة.. والقدرة على صنع التحولات المطلوبة .
بالأمس اختفى غورباتشوف على طريقة الحّلاج ....ثم عاد على طريقة الحلاج .. ولكن بعد أن فقد إكليل الغار ...،وثمة من يقول أن واشنطن ستحيله إلى التقاعد بعد أن أنجز دوره المحدد بالضبط فالرئيس بوش يعشق روح الفروسية التي يتمتع بها " يلتسين".. ولأن غورباتشوف جعل من أميركا الوحش الدولي الطليق دون منازع ..فالإدارة الأميركية .. وكوكبة اليهود الذين انطلق بهم إلى أعلى الهرم في الاتحاد السوفيتي سيختصرون مرحلة سقوطه الفذ.. ولا مانع إذا أصبح الديناصور الأحمر هيكلاً عظمياً في أفسح متحف تاريخي ..بعد اعادة تفكيك أوصاله بهدوء .. خشية أن يؤدي سقوطه المفاجىء الى تحويل التحولات الدولية باتجاه الغرب .. ولا أحد
يدري عندها اي بركان مضمر سينفجر وأين..
منقول