وفاة الحكم وتولي إبنه الخلافة :وتوفي الحكم سنة 366 هـ وتولى إبنه هشام المؤيد بالله الخلافة وهو ابن 11عاما وأصبحت السلطة في يد الحاجب جعفر المصحفي إلى أن خلع هشام عن الخلافة سنة 399 هـ وقد تولى هشام الخلافة مرتين ,وقد كانت خلافته ضعيفة , كان منصرفا لتلاوة القرآن ودرس العلوم . وقد كان محمد بن أبي عامر هو من عقد الشهادة لبيعة هشام على الناس , فأوكل هشام جعفر المصحفي الحجابة وأوكل الوزارة لمحمد بن أبي عامر . ثم إن محمد إستطاع أن يوقع بين الصقالبة والجاجب جعفر وبين أعدائه وتم التخلص من الصقالبة وبعدها صاهر محمد بن أبي عامر غالب الناصري شيخ الموالي فتزوج إبنته - وغالب هذا هو شيخ الموالي ووزير الدولة وقائد الجيوش وصاحب مدينة سالم وفارس الأندلس ,وخلال هذه الفترة كان محمد يدير الوصول للسلطة العليا , وقد كان محمد قد تولى جيش الحضرة , وقد كان بين غالب الناصري والحاجب المصحفي عداوة ومنافسة , وبعدها إتفق محمد بن أبي عامر وعمه ( أبو زوجته غالب الناصري ) على الإطاحة بالحاجب جعفر المصحفي وكان هذا في مدينة مجريط ( مدريد في المسمى الحالي ) , واتجه محمد وغالب لقتال النصارى , وغنموا وسبوا, وعاد محمد بن أبي عامر إلى قرطبة بالسبي والغنائم , فبعد صيته وأحبه الناس أكثر , وقل شأن المصحفي وعائلته , فأمر الخليفة هشام بصرف محمد بن جعفر المصحفي ( إبن الحاجب جعفر ) عن المدينة وأوكلها لمحمد بن أبي عامر , فضبط محمد المدينة و وقد كان أهل قرطبة يعانون كثيرا من الصقالبة واللصوص وغيرهم , فضبط ابن أبي عامر الأمور , فكشف الله عن أهل قرطبة مصائبهم بتولية محمد بن أبي عامر الأمور فأغلق الحانات وأتلف الخمور وقضى على أهل الفساد وأمنت المدينة , فشغف الناس حبا له , واستخلف محمد إبن عمه عمرو بن عبدالله بن أبي عامر المدينة , فسار على ماسار عليه أبن عمه محمد .وبعدها قام محمد بن أبي عامر وغالب الناصري بالتخلص من الحاجب المصحفي ومن عائلته , وصرفت عائلة المصحفي عن ما كانت عليه وصودرت أموالها - وقد شبه الكثير من المؤرخين نكبة المصحفي بنكبة البرامكة - وقد قام محمد بن أبي عامر بقتل هشام بن أخي جعفر المصحفي الذي كان ألد خصوم محمد .وبهذا لم يكن في الدولة من هو أعلى من محمد بن أبي عامر في السلطة سوى غالب الناصري , وماحدث أن غالب الناصري خاف من محمد بن أبي عامر على سلطته , فبعد إحدى الغزوات صعد غالب ومحمد إلى أحد القلاع , فجرى بينهما حوار , فسب غالب محمدا وقال له : ياكلب أنت الذي أفسد الدولة , وتحكمت في الدولة , فقام بسل سيفه ليضربه , فما كان من محمد إلا أن يلقي نفسه من فوق القلعة قبل أن يصاب بالضربة , فرحمه الله عز وجل بأن كان قد سقط على شئ منعه من الهلاك , فهرب محمد وأخذه أصحابه وعالجوه , فالتقى الجيشان في معركة قتل فيها غالب الناصري , وبهذا خلت الساحة لمحمد بن أبي عامر .وبهذا خلت الساحة للمنصور الذي نصب نفسه حاجبا للدولة وحاكمها الفعلي , ليس للخليفة من الأمر من شئ إلا الأسم وبهذا وصل محمد إلى ماكان يريده وهو الحكم ,
محمد الذي بدأ فقط بعقله وعزيمته وتوفيق الله , فقد هيأ الله محمد بن أبي عامر الذي لقب بالحاجب المنصور ليصلح الدولة ويجاهد ويخضع النصارى للدولة الإسلامية ووصل لأماكن لم يصلها موسى بن نصير ولا طارق بن زياد .واستبد ابن أبي عامر في السلطة وقام بتصفية من أفسدوا في الدولة من قبل
.في عام 368 هـ
أمر محمد بن أبي عامر ببناء قصر الزاهرة , لأنه خاف من الغدر في قصر الزهراء ونقل إلى قصر الزاهرة فتيانه وغلمانه , إلى أن إنتقل إلى القصر عام 370 هـ وشحن القصر بأمواله وأسلحته وأمتعته وأتخذ الدواوين والأعمال والكتاب والوزراء .